top of page
  • Facebook
  • LinkedIn
  • Twitter
  • Pinterest
Search

بين العقل والقلب: رحلة نحو الذات

Aisha

لطالما شعرت أنني عالقة بين قوتين متناقضتين, رغبتي العميقة في أن أكون نفسي بالكامل، والخوف من العواقب التي تأتي مع ذلك. لم أكن ممن يقبلون الاختفاء بسهولة، كنت أحارب لأثبت وجودي، لكنني كنت أدفع الثمن في كل مرة تجرأت فيها على الظهور كما أنا.


ومع الوقت، بدأت أتعلم كيف أنسحب، ليس لأنني أردت ذلك، ولكن لأنني لم أعد أعرف كيف أستمر بالمقاومة دون أن أنهار.

لم يكن لدي من يعلّمني كيف أضع حدودًا، لم أكن أعرف كيف أحمي نفسي، لكنني كنت أملك شيئًا آخر,صوتًا داخليًا قويًا، يرفض أن يسكت، حتى عندما كنت أنا نفسي أشكك فيه. كان هذا الصوت مرشدي، حتى في اللحظات التي شعرت فيها بالضياع. ومع الوقت، أدركت أن النجاة لا تعني التكيف، وأن الحياة ليست مجرد محاولة لتفادي الألم، بل فرصة لاكتشاف ذاتي من جديد.


رحلتي لم تكن سهلة، لقد استغرقت سنوات من البحث والتجربة، من كسر القواعد التي لم أخترها، ومن إعادة تعريف علاقتي بنفسي بعيدًا عن التوقعات التي فُرضت عليّ. سافرت، تأملت، واجهت مخاوفي بصمت، وسألت الأسئلة التي لم أكن أجرؤ على طرحها من قبل. لم يكن الشفاء وجهة وصلت إليها، بل كان طريقًا علمني كيف أكون أكثر تسامحًا مع نفسي، كيف أسمح لنفسي أن أخطئ دون أن أحمل ثقل الخزي، وكيف أجد السلام حتى وسط الفوضى.


الفتاة التي كانت تهرب من ذاتها، من أفكارها، من صمتها، أصبحت امرأة تجلس بهدوء، تغمض عينيها، تأخذ نفسًا عميقًا، وتشعر أخيرًا بأنها عادت إلى المكان الذي كانت تبحث عنه دائمًا, إلى نفسها.


وأدركت أن أعظم هدية يمكنني أن أقدمها—لنفسي، ولابني، وللعالم—هي مساحة آمنة لاكتشاف الذات. مساحة بلا خوف، بلا خجل، بلا الحاجة إلى أن أكون أي شيء سوى أنا، كما أنا.

 
 
 

Comments


© 2025 by Candells & Yoga

bottom of page